مكية في قول الحسن وعكرمة وعطاء وجبار. وقال ابن عباس وقتادة إلا آية منها نزلت بالمدينة وهي قوله تعالى " وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون ".
بسم الله الرحمان الرحيم
ﰡ
(أليس يوم سمي الخروجا | أعظم يوم رجه رجوجاً) |
الثاني: أنها ترج بما فيها كما يرج الغربال بما فيه، قاله الربيع بن أنس فيكون تأويلها على القول الأول أنها ترج بإماتة ما على ظهرها من الأحياء، وتأويلها على القول الثاني أنها ترج لإخراج من في بطنها من الموتى. ﴿وَبُسَّتِ الْجِبَالَ بَسّاً﴾ فيه خمسة أقاويل: أحدها: سالت سيلاً، قاله مجاهد. الثاني: هدت هداً، قاله عكرمة، الثالث: سيرت سيرا، قاله محمد بن كعب، ومنه قول الأغلب العجلي:
(نحن بسسنا بأثر أطاراً | أضاء خمساً ثمت سارا) |
(لا تخبزا خبزاً وبسا بسا | ولا تطيلا بمناخ حبسا) |
أحدها : ليس لها مردود، قاله ابن عباس.
الثاني : لا رجعة فيها ولا مشورة، قاله قتادة.
الثالث : ليس لها مكذب من مؤمن ولا من كافر، قاله ابن كامل.
الرابع : ليس الخبر عن وقوعها كذباً.
أحدها : تخفض رجالاً كانوا في الدنيا مرتفعين، وترفع رجالاً كانوا في الدنيا مخفوضين، قاله محمد بن كعب.
الثاني : خفضت أعداء الله في النار، ورفعت أولياء الله في الجنة، قاله عمر بن الخطاب.
الثالث : خفضت الصوت فأسمعت الأدنى، ورفعت فأسمعت الأقصى، قاله عكرمة.
ويحتمل رابعاً : أنها خفضت بالنفخة الأولى من أماتت، ورفعت بالنفخة الثانية من أحيت.
أحدهما : رجفت وزلزلت، قاله ابن عباس، قاله رؤبة بن العجاج :
أليس يوم سمي الخروجا | أعظم يوم رجه رجوجاً |
الثاني : أنها ترج بما فيها كما يرج الغربال بما فيه، قاله الربيع بن أنس.
فيكون تأويلها على القول الأول أنها ترج بإماتة ما على ظهرها من الأحياء، وتأويلها على القول الثاني أنها ترج لإخراج من في بطنها من الموتى.
أحدها : سالت سيلاً، قاله مجاهد.
الثاني : هدت هداً، قاله عكرمة،
الثالث : سيرت سيراً، قاله محمد بن كعب، ومنه قول الأغلب العجلي :
نحن بسسنا بأثر أطاراً | أضاء خمساً ثمت سارا |
الخامس : إنها بست كما يبس السويق أي بلت، والبسيسة هي الدقيق يلت ويتخذ زاداً، قال لص من غطفان :
لا تخبزا خبزاً وبسا بسا | ولا تطيلا بمناخ حبسا |
أحدها : أنه رهج الغبار يسطع ثم يذهب، فجعل الله أعمالهم كذلك، قاله علي.
الثاني : أنها شعاع الشمس الذي يدخل من الكوة، قاله مجاهد.
الثالث : أنه الهباء الذي يطير من النار إذا اضطربت، فإذا وقع لم يكن شيئاً، قاله ابن عباس.
الرابع : أنه ما يبس من ورق الشجر تذروه الريح، قاله قتادة.
وفي المنبث ثلاثة أوجه :
أحدها : المتفرق، قاله السدي.
الثاني : المنتشر.
الثالث : المنثور.
وفيهما وجهان :
أحدهما : ما قاله ابن عباس أنها التي في سورة الملائكة١ :﴿ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ﴾.
الثاني : ما رواه النعمان بن بشير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" وكنتم أزوجاً ثلاثة " الآية.
ويحتمل جعلهم أزواجاً وجهين :
أحدهما : أن ذلك الصنف منهم مستكثر ومقصر، فصار زوجاً.
الثاني : أن في كل صنف منهم رجالاً ونساء، فكان زوجاً.
أحدها : أن أصحاب الميمنة الذين أخذوا من شق آدم الأيمن، وأصحاب المشأمة الذين أخذوا من شق آدم الأيسر، قاله زيد بن أسلم.
الثاني : أن أصحاب الميمنة من أوتي كتابه بيمينه، وأصحاب المشأمة من أوتي كتابه بيساره، قاله محمد بن كعب.
الثالث : أن أصحاب الميمنة هم أهل الحسنات، وأصحاب المشأمة هم أهل السيئات، قاله ابن جريج.
الرابع : أن أصحاب الميمنة الميامين على أنفسهم، وأصحاب المشأمة المشائيم على أنفسهم، قاله الحسن.
الخامس : أن أصحاب الميمنة أهل الجنة، وأصحاب المشأمة أهل النار، قاله السدي.
أحدها : أنهم الأنبياء، قاله محمد بن كعب.
الثاني : أنهم السابقون إلى الإيمان من كل أمة، قاله الحسن، وقتادة.
الثالث : أنهم الذين صلوا إلى القبلتين، قاله ابن سيرين.
الرابع : هم أول الناس رواحاً إلى المساجد وأسرعهم خفوفاً في سبيل الله، قاله عثمان بن أبي سوادة.
الخامس : أنهم أربعة : منهم سابق أمة موسى وهو حزقيل مؤمن آل فرعون، وسابق أمة عيسى وهو حبيب النجار صاحب أنطاكية، وسابقان من أمة محمد صلى الله عليه وسلم وهما : أبو بكر وعمر، قاله ابن عباس.
ويحتمل سادساً : أنهم الذي أسلموا بمكة قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وبالمدينة قبل هجرته إليهم لأنهم سبقوا بالإسلام قبل زمان الرغبة والرهبة.
وفي تكرار قوله تعالى :﴿ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ﴾ قولان :
أحدهما : السابقون في الدنيا إلى الإيمان، السابقون في الآخرة إلى الجنة هم المقربون، قاله الكلبي.
الثاني : يحتمل أنهم المؤمنون بالأنبياء في زمانهم، وسابقوهم بالإيمان هم المقربون المقدمون منهم.
أحدها : أنهم الأنبياء، قاله محمد بن كعب.
الثاني : أنهم السابقون إلى الإيمان من كل أمة، قاله الحسن، وقتادة.
الثالث : أنهم الذين صلوا إلى القبلتين، قاله ابن سيرين.
الرابع : هم أول الناس رواحاً إلى المساجد وأسرعهم خفوفاً في سبيل الله، قاله عثمان بن أبي سوادة.
الخامس : أنهم أربعة : منهم سابق أمة موسى وهو حزقيل مؤمن آل فرعون، وسابق أمة عيسى وهو حبيب النجار صاحب أنطاكية، وسابقان من أمة محمد صلى الله عليه وسلم وهما : أبو بكر وعمر، قاله ابن عباس.
ويحتمل سادساً : أنهم الذي أسلموا بمكة قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وبالمدينة قبل هجرته إليهم لأنهم سبقوا بالإسلام قبل زمان الرغبة والرهبة.
وفي تكرار قوله تعالى :﴿ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ﴾ قولان :
أحدهما : السابقون في الدنيا إلى الإيمان، السابقون في الآخرة إلى الجنة هم المقربون، قاله الكلبي.
الثاني : يحتمل أنهم المؤمنون بالأنبياء في زمانهم، وسابقوهم بالإيمان هم المقربون المقدمون منهم.
(ولست ذليلاً في العشيرة كلها | تحاول منها ثلة لا يسودها) |
(ذريني أسير في البلاد لعلني | ألاقي لبشر ثلة من محارب) |
(إن يفزعوا فسرا مع موضونة | والبيض تبرق كالكواكب لامها) |
(ومخلدات باللجين كأنما | أعجازهن أقاوز الكثبان) |
(وهل ينعمن إلا سعيد مخلد | قليل الهموم ما يبيت بأوجال) |
(إذا كبرت عيون من النساء | ومن غير النساء فهن عين) |
(إذا ما العين كان بها احورار | علامتها البياض على السواد) |
(كأنما خلقت في قشر لؤلؤة | فكل أكنافها وجه لمرصاد) |
أحدهما : أنهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، قاله الحسن.
الثاني : أنهم الذين تقدم إسلامهم قبل أن يتكاملوا، روى أبو هريرة أنه لما نزلت ﴿ ثُلَّةٌ منَ الأَوَلِينَ وَقَلِيلٌ منَ الآخِرِينَ ﴾ شق ذلك على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت ﴿ ثلَّةٌ منَ الأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ منَ الآخِرِينَ١ ﴾ فقال عليه السلام :" إِنِّي لأرْجُو أَنْ تَكُونُوا رُبْعَ أَهْلَ الجَنَّةِ بَلْ ثُلُتَ أَهْلِ الجَنَّةِ بَلْ أَنتُم نِصْفَ أَهْلِ الجَنَّةِ وَتُقَاسِمُونَهُم فِي النِّصْفِ الثَّانِي ".
وفي الموضونة أربعة أوجه :
أحدها : أنها الموصولة١ بالذهب، قاله ابن عباس.
الثاني : أنها المشبكة النسج، قاله الضحاك، ومنه قول لبيد :
أن يفزعوا فسرا مع موضونة | والبيض تبرق كالكواكب لامها٢ |
الرابع : أنها المسندة بعضها إلى بعض.
٢ هكذا أورده المؤلف ولم أجده في معلقة لبيد، ولم يروه إلا الخطيب لكن برواية أخرى هي: أن يفزعوا تلق المغافر عندهم والسن تلمع كالكواكب لامها
واللام جمع لامة وهي الدرع.
وفي قوله تعالى :﴿ مخَلَّدُونَ ﴾ قولان :
أحدهما :[ مسورون ] بالأسورة، [ ومقرطون ] بالأقراط، قاله الفراء، قال الشاعر :
ومخلدات باللجين كأنما | أعجازهن أقاوز الكثبان١ |
وهل ينعمن إلا سعيد مخلد | قليل الهموم ما يبيت بأوجال |
أحدهما : أن الأكواب : التي ليس لها عُرى، قاله الضحاك.
الثاني : أن الأكواب : مدورة الأفواه، والأباريق : التي يغترف بها، قاله قتادة، قال الشاعر :
فعدوا عليّ بقرقف *** ينصب من أكوابها١
﴿ وَكَأَسٍ من مَّعِينٍ ﴾ والكأس اسم للإناء إذا كان فيه شراب، والمعين الجاري من ماء أو خمر، غير أن المراد به في هذا الموضوع الخمر، وصف الخمر بأنه الجاري من عينه بغير عصر كالماء المعين.
أحدها : معناه لا يمنعون منها، قاله أبو حرزة يعقوب بن مجاهد.
الثاني : لا يفرّقون عنها، حكاه ابن قتيبة، واستشهد عليه بقول الراجز :
صد عنه فانصدع.
الثالث : لا ينالهم من شربها وجع الرأس وهو الصداع، قاله ابن جبير، وقتادة، ومجاهد، والسدي.
وفي قوله تعالى :﴿ وَلاَ يُنزِفُونَ ﴾ أربعة أوجه :
أحدها : لا تنزف عقولهم فيسكرون، قاله ابن زيد، وقتادة.
الثاني : لا يملون، قاله عكرمة.
الثالث : لا يتقيئون، قاله يحيى بن وثاب.
الرابع : وهو تأويل من قرأ بكسر الزاي لا يفنى خمرهم، ومنه قول الأبيرد١ :
لعمري لئن أنزفتم أو صحوتم | لبئس الندامى أنتم آل أبجرا |
أحدهما : أنهن كبار الأعين، كما قال الشاعر :
إذا كبرت عيون من النساء | ومن غير النساء فهن عين |
إذا ما العين كان بها احورار | علامتها البياض على السواد |
أحدهما : في نضارتها وصفاء ألوانها.
الثاني : أنهن كأمثال اللؤلؤ في تشاكل أجسادهن في الحسن من جميع جوانبهن، كما قال الشاعر١ :
كأنما خلقت في قشر لؤلؤة | فكل أكنافها وجه لمرصاد |
أحدها : لا يسمعون في الجنة باطلاً ولا كذباً، قاله ابن عباس.
الثاني : لا يسمعون فيها خُلفاً، أي لا يتخالفون عليها كما يتخالفون في الدنيا، ولا يأثمون بشربها، كما يأثمون في الدنيا، قاله الضحاك.
الثالث : لا يسمعون فيها شتماً ولا مأثماً، قاله مجاهد.
يحتمل رابعاً : لا يسمعون مانعاً لهم منها، ولا مشنعاً لهم على شربها.
أحدها : لكن يسمعون قولاً ساراً وكلاماً حسناً.
الثاني : لكن يتداعون بالسلام على حسن الأدب وكريم الأخلاق.
الثالث : يعني قولاً يؤدي إلى السلامة.
ويحتمل رابعاً : أن يقال لهم هنيئاً.
(بشرها دليلها وقالا | غداً ترين الطلح والأحبالا) |
(أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى | فصادف قلباً فارغاً فتمكنا) |
(وفي الخباء عروب غير فاحشة | ريا الروادف يعشى دونها البصر) |
أحدها : أنه اللين الذي لا شوك فيه، قاله عكرمة، وقال غيره لا عجم لنبقه، يقال خضدت١ الشجرة إذا حذقت شوكها.
الثاني : أنه الموقر حملاً، قاله مجاهد.
الثالث : المدلاة الأغصان، وخص السدر بالذكر لأن ثمره أشهى الثمر٢ إلى النفوس طمعاً وألذه ريحاً.
٢ ليس ذلك بالقطع إذ كثير من ثمار الفاكهة أشهى منه طعما وأزكى رائحة.
أحدها : أن الطلح الموز، قاله ابن عباس، وأبو سعيد الخدري، وأبو هريرة، والحسن، وعكرمة.
الثاني : أنها شجرة تكون باليمن وبالحجاز كثيراً تسمى طلحة، قاله عبد الله بن حميد، وقيل إنها من أحسن الشجر منظراً، ليكون بعض شجرهم مأكولاً وبعضه١ منظوراً، قال الحادي٢ :
بشرها دليلها وقالا *** غداً ترين الطلح والأحبالا٣
الثالث : أنه الطلع، قاله علي، وحكى أنه كان يقرأ :﴿ وَطَلْعٍ منضُودٍ ﴾، وفي المنضود قولان :
أحدهما : المصفوف، قاله السدي.
الثاني : المتراكم، قاله مجاهد.
٢ هو النابغة الجعدي، ولا يبعد أن تكون كلمة "الحادي" محرفة عن الجعدي..
٣ الإحبال جمع حبله بالضم وهو ثمر السلم والبال والسمر. أو ثمر العضاة عامة..
ويحتمل ثانياً : أنه التام.
ويحتمل آخر : أنه الذي ينسكب عليهم من الصعود والهبوط بخلاف الدنيا، قال الضحاك : من جنة عدن إلى أهل الخيام.
أحدهما : لا مقطوعة بالفناء ولا ممنوعة بالفساد.
الثاني : لا مقطوعة اللذة بالملل ولا ممنوعة من اليد بشوك أو بعد.
وفيه وجه ثالث : لا مقطوعة بالزمان ولا ممنوعة بالأشجار١.
"قطوفها دانية"..
أحدهما : لا مقطوعة بالفناء ولا ممنوعة بالفساد.
الثاني : لا مقطوعة اللذة بالملل ولا ممنوعة من اليد بشوك أو بعد.
وفيه وجه ثالث : لا مقطوعة بالزمان ولا ممنوعة بالأشجار١.
"قطوفها دانية"..
أحدهما : أنها الحشايا المفروشة للجلوس والنوم، مرفوعة بكثرة حشوها زيادة في الاستمتاع بها.
الثاني : أنهم الزوجات لأن الزوجة تسمى فراشاً، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم :" الوَلَدُ لِلْفرَاشِ وَلِلْعَاهِرِ الحَجَرُ " قاله ابن بحر. فعلى هذا يحتمل وجهين :
أحدهما : مرفوعات في القلوب لشدة الميل إليهن.
الثاني : مرفوعات عن الفواحش والأدناس.
أحدهما : يعني إنشاءهن في القبور، قاله ابن عباس.
الثاني : إعادتهن بعد الشمط والكبر صغاراً أبكاراً، قاله الضحاك، وروته أم سلمة مرفوعاً١ :
أحدهما : عذارى بعد أن كن غير عذارى، قاله يعقوب بن مجاهد.
الثاني : لا يأتيها إلا وجدها بكراً، قاله ابن عباس.
ويحتمل ثالثاً : أبكاراً من الزوجات، وهن الأوائل لأنهن في النفوس أحلى والميل إليهن أقوى، كما قال الشاعر :
أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى | فصادف قلباً فارغاً فتمكنا |
أحدها : أن العرب المنحبسات على أزواجهن المتحببات إليهم، قاله سعيد بن جبير، والكلبي.
الثاني : أنهن المتحببات من الضرائر ليقفن على طاعته ويتساعدن على إشاعته١، قاله عكرمة.
الثالث :[ المرأة ] الشكلة٢ بلغة أهل مكة، والغنجة بلغة أهل المدينة، قاله ابن زيد، ومنه قول لبيد :
وفي الخباء عروب غير فاحشة | ريا الروادف يعشى دونها البصر |
الخامس : أنها العاشقة لزوجها لأن عشقها له يزيده ميلاً إليها وشغفاً بها.
السادس : أنها الحسنة التبعُّل٣، لتكون ألذ استمتاعاً.
السابع : ما رواه جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" عُرُباً كَلاَمُهُنَّ عَرَبِّي "
﴿ أَتْراباً ﴾ فيه ثلاثة تأويلات :
أحدها : يعني أقران، قاله عطية.
وقال الكلبي : على سن واحدة ثلاث وثلاثين سنة٤، يقال في النساء أتراب، وفي الرجال أقران، وأمثال، وأشكال، قاله مجاهد.
الثالث : أتراب في الأخلاق لا تباغض بينهن ولا تحاسد، قاله السدي.
٢ الشكلة بفتح الشين وكسر الكاف وفتح اللام: المرأة ذات الدلال.
٣ في ك التبع وهو تحريف. ومعنى التبعل مطاوعة بعلها محبة له..
٤ هذا هو التأويل التالي..
(يقال به داء الهيام أصابه | وقد علمت نفسي مكان شفائياً) |
أحدهما الدخان، قاله أبو مالك.
الثاني : أنها نار سوداء، قاله ابن عباس.
أحدهما : لا بارد المدخل، ولا كريم المخرج، قاله ابن جريج.
الثاني : لا كرامة فيه لأهله.
ويحتمل ثالثاً : أن يريد لا طيب ولا نافع.
أحدهما : منعمين، قاله ابن عباس.
الثاني : مشركين، قاله السدي.
ويحتمل وصفهم بالترف وجهين :
أحدهما : التهاؤهم عن الاعتبار وشغلهم عن الإزدجار.
الثاني : لأن عذاب المترف أشد ألماً.
أحدها : أنه الشرك بالله، قاله الحسن، والضحاك، وابن زيد.
الثاني : الذنب العظيم الذي لا يتوبون منه، قاله قتادة، ومجاهد.
الثالث : هو اليمين الغموس، قاله الشعبي.
ويحتمل رابعاً : أن يكون الحنث العظيم نقض العهد المحصن بالكفر.
أحدها : أنها الأرض الرملة التي لا تروى بالماء، وهي هيام الأرض، قاله ابن عباس.
الثاني : أنها الإبل التي يواصلها الهيام وهو داء يحدث عطشاً فلا تزال الإبل تشرب الماء حتى تموت، قاله عكرمة، والسدي، ومنه قول قيس بن الملوح :
يقال به داء الهيام أصابه | وقد علمت نفسي مكان شفائياً |
الرابع : أن شرب الهيم هو أن تمد الشرب مرة واحدة إلى أن تتنفس ثلاث مرات، قاله خالد بن معدان، فوصف شربهم الحميم بأنه كشرب الهيم لأنه أكثر شرباً فكان أزيد عذاباً.
ويحتمل عندي أن يختلف معناهما فيكون أمنى إذا أنزل عن جماع، ومني إذا أنزل عن احتلام.
وفي تسمية المني منياً وجهان :
أحدهما : لإمنائه وهو إراقته.
الثاني : لتقديره ومنه المنا الذي يوزن به فإنه مقدار لذلك فكذلك المني مقدار صحيح لتصوير الخلقة.
أحدهما : أي نحن خلقنا من المني المهين بشراً سوياً، فيكون ذلك خارجاً مخرج الامتنان.
الثاني : أننا خلقنا مما شاهدتموه من المني بشراً فنحن على خلق ما غاب من إعادتكم أقدر، فيكون ذلك خارجاً مخرج البرهان، لأنهم على الوجه الأول معترفون، وعلى الوجه الثاني منكرون.
أحدها : قضينا عليكم بالموت.
الثاني : كتبنا عليكم الموت.
الثالث : سوينا بينكم الموت.
فإذا قيل بالوجه الأول أنه بمعنى قضى ففيه وجهان :
أحدهما قضى بالفناء ثم الجزاء.
الثاني : ليخلف الأبناء الآباء.
وإذا قيل بالوجه الثاني أنه بمعنى كتبنا ففيه وجهان :
أحدهما : كتبنا مقداره فلا يزيد ولا ينقص، قاله ابن عيسى.
الثاني : كتبنا وقته فلا يتقدم عليه ولا يتأخر، قاله مجاهد.
وإذا قيل بالوجه الثالث أنه بمعنى سوينا ففيه وجهان :
أحدهما : سوينا بين المطيع والعاصي.
الثاني : سوينا بين أهل السماء وأهل الأرض، قاله الضحاك.
﴿ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : أنه تمام ما قبله من قوله " نحن قدرنا بينكم الموت " فعلى هذا في تأويله وجهان :
أحدهما : وما نحن بمسبوقين على ما قدرنا بينكم الموت حتى لا تموتوا.
الثاني : وما نحن بمسبوقين على أن تزيدوا في مقداره وتؤخروه عن وقته.
والوجه الثاني : أنه ابتداء كلام يتصل به ما بعده من قوله تعالى :﴿ عَلَى أَن نبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنشِئِكُم فِي مَا لاَ تَعْلَمُونَ ﴾ فعلى هذا في تأويله وجهان :
أحدهما : لما لم نسبق إلى خلق غيركم كذلك لا نعجز عن تغيير أحوالكم بعد موتكم.
الثاني : كما لم نعجز عن خلق غيركم كذلك لا نعجز عن تغيير أحوالكم بعد موتكم كما لم نعجز عن تغييرها في حياتكم.
فعلى هذا التأويل يكون في الكلام مضمر محذوف، وعلى التأويل الأول يكون جميعه مظهراً.
أحدها : قضينا عليكم بالموت.
الثاني : كتبنا عليكم الموت.
الثالث : سوينا بينكم الموت.
فإذا قيل بالوجه الأول أنه بمعنى قضى ففيه وجهان :
أحدهما قضى بالفناء ثم الجزاء.
الثاني : ليخلف الأبناء الآباء.
وإذا قيل بالوجه الثاني أنه بمعنى كتبنا ففيه وجهان :
أحدهما : كتبنا مقداره فلا يزيد ولا ينقص، قاله ابن عيسى.
الثاني : كتبنا وقته فلا يتقدم عليه ولا يتأخر، قاله مجاهد.
وإذا قيل بالوجه الثالث أنه بمعنى سوينا ففيه وجهان :
أحدهما : سوينا بين المطيع والعاصي.
الثاني : سوينا بين أهل السماء وأهل الأرض، قاله الضحاك.
﴿ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : أنه تمام ما قبله من قوله " نحن قدرنا بينكم الموت " فعلى هذا في تأويله وجهان :
أحدهما : وما نحن بمسبوقين على ما قدرنا بينكم الموت حتى لا تموتوا.
الثاني : وما نحن بمسبوقين على أن تزيدوا في مقداره وتؤخروه عن وقته.
والوجه الثاني : أنه ابتداء كلام يتصل به ما بعده من قوله تعالى :﴿ عَلَى أَن نبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنشِئِكُم فِي مَا لاَ تَعْلَمُونَ ﴾ فعلى هذا في تأويله وجهان :
أحدهما : لما لم نسبق إلى خلق غيركم كذلك لا نعجز عن تغيير أحوالكم بعد موتكم.
الثاني : كما لم نعجز عن خلق غيركم كذلك لا نعجز عن تغيير أحوالكم بعد موتكم كما لم نعجز عن تغييرها في حياتكم.
فعلى هذا التأويل يكون في الكلام مضمر محذوف، وعلى التأويل الأول يكون جميعه مظهراً.
(وثقت بأن الحفظ مني سجية | وأن فؤادي مبتلى بك مغرم) |
(سلا عن تذكره تكتما | وكان رهيناً بها مغرماً) |
(يوم النسار ويوم الجفا | ركانا عذاباً وكانا غراماً) |
(فإن النار بالزندين تورى | وإن الشر يقدمه الكلام) |
(يقوى بها الركب حتى ما يكون لهم | إلا الزناد وقدح القوم مقتبس) |
أحدهما : ما أولاهم من النعم في زرعهم إذ لم يجعله حطاماً ليشكروه.
الثاني : ليعتبروا بذلك في أنفسهم، كما أنه يجعل الزرع حطاماً إذا شاء كذلك يهلكهم إذا شاء ليتعظوا فينزجروا.
﴿ فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ ﴾ بعد مصير الزرع حطاماً، وفيه أربعة أوجه :
أحدها : تندمون، وهو قول الحسن وقتادة، ويقال إنها لغة عكل وتميم.
الثاني : تحزنون، قاله ابن كيسان.
الثالث : تلاومون، قاله عكرمة.
الرابع : تعجبون، قاله ابن عباس. وإذا نالكم هذا في هلاك زرعكم كان ما ينالكم في هلاك أنفسكم أعظم.
أحدها : لمعذبون، قاله قتادة، ومنه قول ابن المحلم :
وثقت بأن الحفظ مني سجية | وأن فؤادي مبتلى بك مغرم |
سلا عن تذكره تكتما١ | وكان رهيناً بها مغرماً |
الثالث : محرومون من الحظ، قاله مجاهد، ومنه قول الشاعر :
يوم النسار ويوم الجفا | ركانا عذاباً وكانا غراماً |
فإن النار بالزندين تورى | وإن الشر يقدمه الكلام |
﴿ أَمْ نَحْنُ المُنشِئُونَ ﴾ يعني المحدثون.
أحدهما : تذكرة لنار [ الآخرة ] الكبرى، قاله قتادة.
الثاني : تبصرة للناس من الظلام، قاله مجاهد.
﴿ وَمَتَاعاً للمُقْوينَ ﴾ فيه خمسة أقاويل :
أحدها : منفعة للمسافرين قاله الضحاك، قال الفراء : إنما يقال للمسافرين إذا نزلوا القِيّ وهي الأرض القفر التي لا شيء فيها.
الثاني : المستمتعين من حاضر ومسافر، قاله مجاهد.
الثالث : للجائعين في إصلاح طعامهم، قاله ابن زيد.
الرابع : الضعفاء والمساكين، مأخوذ من قولهم قد أقوت الدار إذا خلت من أهلها، حكاه ابن عيسى.
والعرب تقول قد أقوى الرجل إذا ذهب ماله، قال النابغة :
يقوى بها الركب حتى ما يكون لهم | إلا الزناد وقدح القوم مقتبس |
(لبعض الغشم أبلغ في أمور | تنوبك من مداهنة العدو) |
أحدهما : أن القرآن قسم عظيم، قاله ابن عباس.
الثاني : أن الشرك بآياته جرم عظيم، قاله ابن عباس، والضحاك.
ويحتمل ثالثاً : أن ما أقسم الله به عظيم.
أحدها : كريم عند الله.
الثاني : عظيم النفع للناس.
الثالث : كريم بما فيه من كرائم الأخلاق ومعالي الأمور.
ويحتمل أيضاً رابعاً : لأنه يكرم حافظه ويعظم قارئه.
أحدها : أنه كتاب في السماء وهو اللوح المحفوظ، قاله ابن عباس، وجابر بن زيد.
الثاني : التوراة والإنجيل فيهما ذكر القرآن وذكر من ينزل عليه، قاله عكرمة.
الثالث : أنه الزبور.
الرابع : أنه المصحف الذي في أيدينا، قاله مجاهد، وقتادة.
وفي ﴿ مكْنُونٍ ﴾ وجهان :
أحدهما : مصون، وهو معنى قول مجاهد.
الثاني : محفوظ عن الباطل، قاله يعقوب بن مجاهد.
ويحتمل ثالثاً : أن معانيه مكنونة فيه.
أحدهما : لا يمسه في السماء إلا الملائكة المطهرون، قاله ابن عباس، وسعيد بن جبير.
الثاني : لا ينزله إلا الرسل من الملائكة إلى الرسل من الأنبياء، قاله زيد بن أسلم.
وإن قيل إنه المصحف الذي في أيدينا ففي تأويله ستة أقاويل :
أحدها : لا يمسه بيده إلا المطهرون من الشرك، قاله الكلبي.
الثاني : إلا المطهرون من الذنوب والخطايا، قاله الربيع بن أنس.
الثالث : إلا المطهرون من الأحداث١والأنجاس، قاله قتادة.
الرابع : لا يجد طعم نفعه٢ إلا المطهرون أي المؤمنون بالقرآن، حكاه الفراء.
الخامس : لا يمس ثوابه إلا المؤمنون، رواه معاذ عن النبي صلى الله عليه وسلم.
السادس : لا يلتمسه إلا المؤمنون، قاله ابن بحر.
﴿ أفبهذا الحديث أنتم مدهنون ﴾ يعني بهذا الحديث القرآن الذي لا يمسه إلا المطهرون.
وفي قوله مدهنون أربعة تأويلات :( أحدها ) مكذبون، قاله ابن عباس ( الثاني ) معرضون، قاله الضحاك. ( الثالث ) ممائلون٣ الكفار على الكفر به، قاله مجاهد. ( الرابع ) منافقون في التصديق به حكاه ابن عيسى، ومنه قول الشاعر :
لبعض الغشم٤ أبلغ في أمور تنوبك من مداهنة العدو
﴿ وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون ﴾ فيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنه الاستسقاء بالأنواء وهو قول العرب مطرنا بنوء كذا، قاله ابن عباس ورواه علي بن طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم.
الثاني : الاكتساب بالسحر، قاله عكرمة.
الثالث : هو أن يجعلوا شكر الله على ما رزقهم تكذيب رسله والكفر به، فيكون الرزق الشكر، وقد روى عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ : وتجلعون شكركم أنكم تكذبون.
ويحتمل ( رابعا ) أنه ما يأخذه الأتباع من الرؤساء على تكذيب النبي صلى الله عليه وسلم والصد عنه.
٢ وكأن المعنى لا يلمس نفعه إلا هؤلاء لأن إيمانهم يجعل القرآن يمس نفوسهم ويؤثر فيها..
٣ وعلى هذا التأويل يكون مدهنون من المداهنة وهي الممالاة.
٤ الغشم: الظلم والغصب..
أحدها : غير محاسبين، قاله ابن عباس.
الثاني : غير مبعوثين، قاله الحسن.
الثالث : غير مصدقين، قاله سعيد بن جبير.
الرابع : غير مقهورين، قاله ميمون بن مهران.
الخامس : غير موقنين، قاله مجاهد.
السادس : غير مجزيين بأعمالكم، حكاه الطبري.
السابع : غير مملوكين، قاله الفراء.
مدنية في قول الجمهور، قال الكلبي هي مكية. بسم الله الرحمن الرحيم
أحدها : الراحة، قاله ابن عباس.
الثاني : أنه الفرح، قاله ابن جبير.
الثالث : أنه الرحمة، قاله قتادة.
الرابع : أنه الرخاء، قاله مجاهد.
الخامس : أنه الرَوح من الغم والراحة من العمل، لأنه ليس في الجنة غم ولا عمل، قاله محمد بن كعب.
السادس : أنه المغفرة، قاله الضحاك.
السابع : التسليم، حكاه ابن كامل.
الثامن : ما روى عبد الله بن شقيق عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ ﴿ فَرُوحٌ ﴾ بضم الراء، وفي تأويله وجهان :
أحدهما : بقاء روحه بعد موت جسده.
الثاني : ما قاله الفراء أن تأويله حياة لا موت بعدها في الجنة.
وأما الريحان ففيه ستة تأويلات :
أحدها : أنه الاستراحة عند الموت، قاله ابن عباس.
الثاني : الرحمة، قاله الضحاك.
الثالث : أنه الرزق، قاله ابن جبير.
الرابع : أنه الخير، قاله قتادة.
الخامس : أنه الريحان المشموم يتَلَقَّى به العبد عند الموت، رواه عبد الوهاب.
السادس : هو أن تخرج روحه ريحانة، قال الحسن.
واختلف في محل الرَوْح على خمسة أقوال.
أحدها : عند الموت.
الثاني : قبره ما بين موته وبعثه.
الثالث : الجنة زيادة على الثواب والجزاء، لأنه قرنه بذكر الجنة فاقتضى أن يكون فيها.
الرابع : أن الروح في القبر، والريحان في الجنة.
الخامس : أن الروح لقلوبهم، والريحان لنفوسهم، والجنة لأبدانهم.
أحدهما : أنه سلامته من الخوف وتبشيره بالسلامة.
الثاني : أنه يحيا بالسلام إكراماً، فعلى هذا في محل السلام ثلاثة أقاويل :
أحدها : عند قبض روحه في الدنيا يسلم عليه ملك الموت، قاله الضحاك.
الثاني : عند مساءلته في القبر، يسلم عليه منكر ونكير.
الثالث : عند بعثه في القيامة تسلم عليه الملائكة قبل وصوله إليها.
أحدهما : أنه سلامته من الخوف وتبشيره بالسلامة.
الثاني : أنه يحيا بالسلام إكراماً، فعلى هذا في محل السلام ثلاثة أقاويل :
أحدها : عند قبض روحه في الدنيا يسلم عليه ملك الموت، قاله الضحاك.
الثاني : عند مساءلته في القبر، يسلم عليه منكر ونكير.
الثالث : عند بعثه في القيامة تسلم عليه الملائكة قبل وصوله إليها.
سورة الواقعة
سورة (الواقعة) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (طه)، وقد جاءت بتذكيرِ الناس بوقوع يوم القيامة؛ للدَّلالة على عظمة الله عز وجل، وترهيبًا لهم من مخالفة أوامره، ودعوةً لهم إلى اتباع الدِّين الحق وتركِ الباطل، وخُتمت السورة الكريمة بتعظيمِ القرآن، وصدقِ أخباره وما جاء به، وقد أُثر عن النبي صلى الله عليه وسلم قراءتُه لها في صلاة الفجر.
ترتيبها المصحفي
56نوعها
مكيةألفاظها
380ترتيب نزولها
46العد المدني الأول
99العد المدني الأخير
99العد البصري
97العد الكوفي
96العد الشامي
99* قوله تعالى: {فَلَآ أُقْسِمُ بِمَوَٰقِعِ اْلنُّجُومِ ٧٥ وَإِنَّهُۥ لَقَسَمٞ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ٧٦ إِنَّهُۥ لَقُرْءَانٞ كَرِيمٞ ٧٧ فِي كِتَٰبٖ مَّكْنُونٖ ٧٨ لَّا يَمَسُّهُۥٓ إِلَّا اْلْمُطَهَّرُونَ ٧٩ تَنزِيلٞ مِّن رَّبِّ اْلْعَٰلَمِينَ ٨٠ أَفَبِهَٰذَا اْلْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ ٨١ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} [الواقعة: 75-82]:
عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «مُطِرَ الناسُ على عهدِ النبيِّ ﷺ، فقال النبيُّ ﷺ: «أصبَحَ مِن الناسِ شاكرٌ، ومنهم كافرٌ، قالوا: هذه رحمةُ اللهِ، وقال بعضُهم: لقد صدَقَ نَوْءُ كذا وكذا»، قال: فنزَلتْ هذه الآيةُ: {فَلَآ أُقْسِمُ بِمَوَٰقِعِ اْلنُّجُومِ} [الواقعة: 75]، حتى بلَغَ: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} [الواقعة: 82]». أخرجه مسلم (٧٣).
* سورة (الواقعة):
سُمِّيت هذه السورة بـ(الواقعة)؛ لافتتاحِها بهذا اللفظ، ولتسميةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم لها بذلك:
عن أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه، قال: «سألتُ رسولَ اللهِ ﷺ: ما شيَّبَكَ؟ قال: «سورةُ هودٍ، والواقعةِ، و{عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ}، و{إِذَا اْلشَّمْسُ كُوِّرَتْ}»». أخرجه الترمذي (٣٢٩٧).
و(الواقعةُ): اسمٌ من أسماءِ يوم القيامة.
* سورة (الواقعة) من السُّوَر التي شيَّبتْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم:
عن أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه، قال: «سألتُ رسولَ اللهِ ﷺ: ما شيَّبَكَ؟ قال: «سورةُ هودٍ، والواقعةِ، و{عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ}، و{إِذَا اْلشَّمْسُ كُوِّرَتْ}»». أخرجه الترمذي (٣٢٩٧).
* أُثِر عن النبي صلى الله عليه وسلم قراءتُه لسورة (الواقعة) في صلاة الفجر:
عن جابرِ بن سَمُرةَ رضي الله عنه، قال: «كان رسولُ اللهِ ﷺ يُصلِّي الصَّلواتِ كنَحْوٍ مِن صلاتِكم التي تُصَلُّون اليومَ، ولكنَّه كان يُخفِّفُ، كانت صَلاتُه أخَفَّ مِن صَلاتِكم، وكان يَقرأُ في الفجرِ الواقعةَ، ونحوَها مِن السُّوَرِ». أخرجه أحمد (٢٠٩٩٥).
1. تحقيق القيامة (١-٥٦).
2. دلائلُ البعث والجزاء (٥٧-٧٤).
3. تعظيم القرآن، وصدقُ أخباره (٧٥-٩٦).
ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (7 /598).
مقصدُ سورة (الواقعة) هو التذكيرُ بوقوع يوم القيامة وهَوْلِه، ووصفُ ما يحدُثُ به؛ لتخويف الناس وترهيبهم من معصية الله عز وجل ومخالفة أمره، وفي ذلك دعوةٌ لهم للرجوع إلى الحق، والاستجابة لأمر الله.
ويُبيِّن ابن عاشور محورَها فيقول: «هو التذكيرُ بيوم القيامة، وتحقيق وقوعه.
ووصفُ ما يَعرِض لهذا العالَمِ الأرضي عند ساعة القيامة.
ثم صفة أهل الجنة وبعض نعيمهم.
وصفة أهل النار وما هم فيه من العذاب، وأن ذلك لتكذيبهم بالبعث.
وإثبات الحشر والجزاء.
والاستدلال على إمكان الخَلْق الثاني بما أبدعه الله من الموجودات بعد أن لم تكن.
والاستدلال بدلائل قدرة الله تعالى.
والاستدلال بنزعِ الله الأرواحَ من الأجساد والناس كارهون لا يستطيع أحدٌ مَنْعَها من الخروج، على أن الذي قدَرَ على نزعها بدون مُدافعٍ قادرٌ على إرجاعها متى أراد على أن يُمِيتَهم.
وتأكيد أن القرآن منزلٌ من عند الله، وأنه نعمةٌ أنعم الله بها عليهم فلم يشكروها، وكذَّبوا بما فيه». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (27 /280).